نشر بجريدة الواقع الالكترونية في2/1/2014
- وكأن عام (2013 ) في آخر أيامه يأبى
أن يمر مرور الكرام كما جاء ، لتفيض سجلاته بكل ما يسوءه ، ويجعله من أسوأ
الأعوام في التاريـــــــخ المصري الحديث ( وليس الذنب ذنبه ) بفعل
ما شهده من أحداث جسام غلفهــــــــا العنف ، والإرهاب وإصطبغت
جميعهـــــــــــا بلون الدم ورائحته ، سقطت خلاله الضحايا كل يوم في طول
مصر وعرضهـــــــا مابين شهيد وجريح .
يرحل هذا العام باكيا ، شاكيا الى الله مافعله المصريـــون به ، وبمصر ، وبعروس الدلتا ( المنصورة ) .
يطيــــر النوم من عيون عروس الدلتا (
المنصورة ) ليتصل نهارهـــــا بليلها ، دون أن يغمض لهــــا جفن ، ففي
الساعات الأولى من صباح الثلاثاء ( 24) ديسمبر تشهد المنصورة حادث تفجيــر
مروع إستهدف مديرية الأمن ، يعد من أكثر الإعتداءات الإرهابية دموية منذ
عزل محمد مرسي ، وقبل أيام من الإستفتاء على مشروع الدستور الجديد ، نجم
عنه إستشهـــاد (14) بينهم عقيد ومقدم وعريف و(7) مجندين ، وإصابة (134 )
آخريـــــن بفعل الإرهاب الأسود ، بمثل سواد قلوب من ينتمون اليه ويدعمونه ،
ومن قاموا بهذا التفجير الآثم ممن غابت عقولهم ، وماتت ضمائرهم ، ونُزعت
الرحمة من قلوبهم ، فكانوا كالأنعـــــام بل هم أضل سبيلا ، فعميت عيونهم ،
وطمس على بصائرهم ، وتساوى عندهم العدو الحقيقي (اسرائيل ) مع الجار
والشقيق والصديق ، فقصرت أيديهم عن العدو الذي يرتع بأرض فلسطين المحتلة ،
ويدنس مقدساتهـــــــا ، وينتهك حرماتهــــــا ، وطالت تلك الأيد بالغدر
والإرهـــــاب والدم على الشقيــــق وجار البيت والشارع والمدينة وكل مصر ،
لتكتمل جملة الفعل ، ( فالفعل ) مصري ، و(الفاعل ) مصري ، و( المفعول به )
مصري .
وتنتهي الجنازة العسكرية المشرفة ،
وتوضع باقات الزهور على قبور الشهداء الذين إغتالتهم يد الغدر والخيانة ،
وينصرف المعزون كل الى بيته ، وتغلق بيوت أهالي الشهداء أبوابها على أم
ثكلى فقدت فلذة كبدها ، أو أب فقد وحيده ، أو زوجة فقدت زوجها ، أو أطفال
فقدوا عائلهم ، لتفيض كل
تلك القلوب بالحسرة والحزن على من فقدوهم ، وبالغيظ والحرقة على من
تخاذلـــوا وتهاونـــــوا في توفير الأمن لهم وحمايتهم من غدر إرهاب كريه ،
ولترتفع الآكف الموجوعة بالحزن ، والأعين الساهدة الى السماء بالدعاء
الى الله ليقتص عاجلا غير آجل من تلك العقول التي خططت لهذا الجرم ،
وللألسنة المفخخة التي وجهت ، وللأيد التي نفذت ، فسرقت فرحة
أم كانت تنتظر عودة فلذة كبدهــــا فعاد إليهـــا أشلاء ، ولم ترحم شيخا
كان يعد وحيده ليكون عكاز شيخوخته ، وزرعت الحسرة والألم في قلب زوجه حلمت
بالسعادة مع زوجها ورفيق دربهــــــا ومستقبلها ، وحرمت أطفال من حضن أبيهم
الدافئ ، وجوعى كانوا ينتظرون عودة والدهم بالخبز الذي إختلط بأشلاء الأب
ودمه .
اللهم إحمي مصر من شر بعض أبنائها
الذين غابت عقولهم ، وعميت بصائرهم قبل أعينهم ، وماتت ضمائرهم ، ممن
جحدوا حقها وفضلها ، وإمتدت أيديهم بالغدر لتطعنها في مقتل .
محمد الشافعي فرعون
الرياض في 25/12/2013