نشر بجريدة الواقع في 01/10/2013
- قامة عالية في تاريـــــــخ مصر
المعاصر ، وظاهرة لم تتكرر حتى الآن ، إستحق لقب الزعيـــــــم عن جدارة ،
وعندما تُذكر كلمة الزعيــــــم يتبادر اسمه فورا الى الذهن .
مرت (43 ) سنة على وفاته في (28 ) سبتمبر 1970 م ، لكنه لازال يعيش في قلوب كل الشرفـــــــاء والمخلصين من أبناء مصر ( وهم كثُر ) .
إختلف البعض معه ، ولكن
الجميـــــــــع أجمع على حبه ، فرغم تلك السنوات الطوال على فراقه لازالت
صوره تتصدر المياديـــــــن ، وسيرته تتصدر المجالس ، وكلماته تهز العقول
قبل القلوب .
هو الزعيـــــــــم جمال عبد الناصر
حسين سلطان علي عبد النبي ، المولود في (15 ) يناير 1918 م في (18 ) شارع
قنوات بحي باكوس بالإسكندرية ، ثاني رؤساء مصر بعد الرئيس محمد نجيب( 1954- 1970 م ) ، مفجر ثورة (23 ) يوليو 1952 م وأحد أهم الشخصيــــــــــات السياسية في عالمنا العربي في القرن العشرين .
غاب عنا بجسده ، ولكنه شديـــــــــد
الحضور بفكره ومبادئه ، إستحوذ على قلوب الملايين بثوريته ، ووطنيته
،وإخلاصه لبلده ، وترفعه عن إستغلال منصبه في تحقيـــــــــق مكاسب خاصة
له أو لأسرته ، وكما عرفنـــــــاه من أسرة فقيرة تنتمي الى قرية بني مزار
في صعيد مصر ، فقد مات دون أن تتلوث يده بالمــــــــال الحرام ، توفى وفي
جيبه (84 ) جنيها ، واستبدل معاشه ليزوج إبنتيه ، ترك الدنيا وأسرته لا
تملك سكنا خاصا ، وليس لزوجته دخل خاص غير معاشهــا منه ومبلغ ( 3718 )
جنيها مصريا بحسابه في بنك مصر ، وسيارة ( أوستين ) كان
يملكــــــــــــــــــها قبل الثورة .
ستة عشر عاما هي فترة حكمه لمصر مليئة
بالإنجازات التي لاتزال تعيش بيننا ، ونعيش بها حتى الآن منهـــــا ( على
سبيل المثال وليس الحصر ) على المستوى الدولي : أسس منظمة عدم
الإنحيـــــــاز مع الرئيس اليوغسلافي (تيتو ) والأندونيسي (سوكارنو )
والهندي ( نهرو ) ، وساهم في تأسيـــــس منظمة التعاون الإسلامي ، وساند
الحركــــــات الثورية في الوطن العربي بدعمه لثورة استقلال الجزائر ،
ومساندته لتحريـــــر جنوب اليمن ، وبعثه الإهتمــــــــام بالقضية
الفلسطينية ، وفي مصر: أسهم في إنشاء أكثر من (3600 ) مصنع في مجالات
الصناعــــــات التحويلية ، وكان وراء الغاء الطبقـــــــــات التي كانت
سائدة في المجتمع المصري ، فأصبح أبناء العمال والفلاحين وزراء وأطباء ،
........، وكان له تأثيره الواضح في التوسع في التعليــــــم المجاني ،
إضافة الى قيامه بتأميــــــــــم قناة السويس ، وبناء السد العالي الذي
حمى أرض مصر من الفيضان ، ووفر لها الكهرباء ، وقوانييـــــــن الإصلاح
الزراعي التي أعادت الحياة الى الفلاح المصري وجعلته مالكا بعد أن كان
أجيرا ، وغيرهـــــــا من المشاريع العملاقة .
هي بالفعل إنجازات ثورة ، وما كان لها أن تتحقق إلا بوجود الزعيم .
ولأنه بشر فله أخطاؤه ، لكنهـــــــــا
تتلاشى أمام أنجازاته العملاقه ، على أن هذا لم يمنع البعض ممن تعارضت
مصالحهم مع الثورة وأهدافهـــــــا من المحاولة تلو المحاولة في هدم هذا
الصرح في نفوس المصريين أو النيل منه ، وباءت كل تلك المحاولات بالفشل
وتحطمت على صخرة حب الشعب له .
وكما حرر الزعيم الفلاح من عبودية
الاقطاع الجائر ، والعامل من عبودية الرأسمالية الظالمة ، فقد ضخ دماء
جديدة مملؤة بالعزة والكرامة في شرايين كل مصري .
ليست هذه الكلمات تكريما له ، أو تأبينا لوفاته ، وإنما تأكيدا على أن الزعيم جمال عبد الناصر سيظل خالدا في قلوب الشعب المصري .
وكما أنجبت مصر الزعيم جمال عبد الناصر ، ومَن قبله من الزعماء ، فلن تبخل علينا بإنجاب زعماء آخرين ، قد نراهم في زمننا هذا ، أو في زمن أبنائنا وأحفادنا .
وكما أنجبت مصر الزعيم جمال عبد الناصر ، ومَن قبله من الزعماء ، فلن تبخل علينا بإنجاب زعماء آخرين ، قد نراهم في زمننا هذا ، أو في زمن أبنائنا وأحفادنا .