منشور بجريدة الواقع بتاريخ 17/9/2013
قد يأتي كلامي صادما للبعض ، ولكنها
الحقيقة ( المرة ) التي لم تثبتها الكتب ولا المراجع ، ولكن أكدها الواقع
الأليم الذي نعيشه جميعا في مصر .
فالحكومات جاءت لخدمة شعوبها ، ليس فقط
بالإستثمار الأمثل لموارد ومقدرات الدولة بالشكل الذي يعود بالنفع على
المجتمع بكامله ويحد من مشكلاته خاصة المزمنة منه والمرتبطة بمعيشة المواطن
اليومية ، وإنما أيضا بتنمية وتطوير هذه الموارد بما يحقق تطلعات وآمال
الشعب المستقبلية .
حكومة الدكتور الببلاوي هي الحكومة رقم
( 120 ) منذ حكومة نوبار باشا التي تشكلت في سنة 1878 م ، وهي أيضا
الحكومة رقم (32 ) منذ ثورة يوليو 1952م ، بمتوسط سنة وعدة أيام لعمر كل
حكومة من تلك الحكومات .
التاريخ الحديث لمصر يشهد بأنه لا توجد
حكومة واحدة من كل تلك الحكومات يمكن تسميتها بأنها صاحبة برامج ومشاريع
قومية تنسب اليها ويذكرها التاريخ بها ، بإستثناء الحكومات التي تلت ثورة
يوليو 1952 والتي أقامت الكثير من المشاريع العملاقة التي لا تخفى على أحد
ولاتزال موجودة ، وتساهم بدور فعال في حياتنا حتى الآن ، وأرى أن هذا قد
يكون راجعا الى وجود الزعيم جمال عبد الناصر وإصراره على تنفيذ مبادئ
الثورة .
فيما عدا حكومات ثورة يوليو 1952 كانت
الحكومات السابقة لها في العهد الملكي ، والتالية في العهد الجمهوري مجرد
سكرتارية متنوعة المجالات في إطار يسمى ( حكومة ) تأتمر بأمر الجالس في
قصر الحكم ، وتسير وفق توجيهاته وتنفيذا لأحلامه ، فإنجازاتها (على قلتها )
بفضل توجيهاته ، والجميع تحت رعايته .
وبقدر ما تعاظمت قيمة شخصية الجالس في
قصر الحكم ( ملكا أو رئيسا ) في نفوس وزرائه ، بقدر ما تضاءت قيمتهم لديه ،
حيث كان يتم تعيين الوزراء وإقالتهم دون توضيح لسبب تعيينهم أو إقالتهم ،
حيث كان يحكم هذا الأمر قربهم أوبعدهم من المقام الرئاسي ، والقرابين التي
يقدمونها اليه من دم الشعب .
ولاينفي هذا وجود وزراء شرفاء كان من
الممكن أن يقدموا الكثيرا لمصر بفضل خبراتهم المتميزة ، ولكن سياسة (كف
اليد ) وإدعاء الفقر التي كانت ولاتزال سائدة في مصر حالت دون ذلك فآثر
بعضهم السلامة بديلا للصدام وأمضى فترة (تجنيده الوزارية ) وغادر بهدور ،
وعجل البعض الآخر بخروجه ( مُقالا ) وليس مستقيلا ، لتظل هذه المواقع
العليا حكرا على أصحاب ( الحظوة ) والمحاسيب ممن يرضى عنهم الحاكم ،
وليتوارى الشعب المصري بمشاكله التي تراكمت وتضخمت في حيز صغير من المشهد
يظهر عندما يتذكره الحاكم في المناسبات .
مشاكل مصر لا تختلف عن مشاكل غيرها من
دول العالم ، وإحتياجات شعبها لا تتعارض مع إحتياجات باقي الشعوب ،
وتطلعات الشعب تماثل تطلعـــات الآخرين .
فكيف نجح الآخرون في العبور بشعوبهم
الى شاطئ العالم الأول ( المتقدم ) ، وظلت مصر صاحبة ال (7000 ) حضارة
رهينة التخلف في ذيل شعوب العالم الثالث ؟
سؤال الى أصحاب الضمائر التي لاتزال حية ولم يواريها تراب الموت بعد وكانوا شهودا على هذا العصر ، فليتهم يشهدون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق