منشور بجريدة الواقع بتاريخ 29/9/20163
- تتصدر الصحة أولويات المواطن المصري
ربما قبل الغذاء حيث لا يهنأ المريض بغذاء ولاعمل ولاسياحة ولاتجارة ولا
صناعة ولازراعة ولا إسكان .............
ولما كان لكل مسمىً من إسمه نصيب ، فصادق له من اسمه نصيب من الصدق ، ومؤمن له من اسمه نصيب من الإيمان ، ويصدق هذا القول في كثير من الأحيان ، ولكن تستثنى منه تماما وزارة الصحة ، حيث لا صحة ولا حرص على الصحة .
ولما كان لكل مسمىً من إسمه نصيب ، فصادق له من اسمه نصيب من الصدق ، ومؤمن له من اسمه نصيب من الإيمان ، ويصدق هذا القول في كثير من الأحيان ، ولكن تستثنى منه تماما وزارة الصحة ، حيث لا صحة ولا حرص على الصحة .
فالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة
(معظمها ) مبان متعددة الطوابق وعلى مساحات كبيرة من الأرض وفي مواقع
متميزة في طول البلاد وعرضها ، وبعضها تم إنشائه من سنوات طوال وحتى الأن
لازالت مجرد مبان لم تمد بالخدامات الطبية المتطلبة رغم الحاجة الشديدة لها
.
وكأن الوزارة قد أقامت كل تلك المنشآت
( المستشفيات ) لتصبح مأوىً للحشرات بعد أن هجرها الأطباء ( الى
المستشفيات الخاصة ) ومن قبلهم المرضى ، ومن ساقه حظه العاثر لدخولها فعليه
كتابة وصيته أولا وتعليقها على باب المستشفي قبل دخولها ، لأنه حتما بعد
أن دخلها على قدميه سيخرج منها محمولا على أكتاف ذويه ومعارفه الى مثواه
الأخير ( القبر) بسبب سوء الخدمة ( وربما انعدامها ) والإهمال الذي يضرب
بجذوره كل أدوارها ، إضافة الى تدني مستوى طاقم التمريض الى درجة عجزهم عن
التعامل مع الأجهزة البسيطة لفحص السكر وقياس الضغط .
وهذا يفسر كثرة حالات التهجم على
المستشفيات الحكومية والإعتداء على من فيها من قبل أهالي المرضي ( الموتى
لاحقا ) ، ورغم ذلك لم يفكر أحد قيادات تلك الوزارة ( أصحاب المكاتب
المكيفة ) في مراجعة مدراء هذه المستشفيات لحصر الشكاوى المقدمة من أهالي
الموتى ( المرضى سابقا ) والتحقيق فيها للوقوف على الأسباب الحقيقة لوفاة
ذويهم ممن ساقهم حظهم العاثر الى دخول هذه المستشفيات،حيث يتم حفظ تلك
الشكاوى وعدم التحقيق فيها ، والتخلص منها في أسرع وقت ممكن بإرسالها أيضا
الى مثواها الأخير ( سلة الزبالة ) .
كانت وزارة الصحة ولاتزال هي الأنين المزمن في حياة المواطن المصري الذي لم يجد له علاجا ناجعا حتى الآن .
وبالإضافة الى تردي حالة المستشفيات
والمراكز الصحية التابعة للوزارة ، يلحقها ضعف رقابة الوزارة ( وربما
انعدامها ) على سوق العلاج في مصر، والذي أصبح مرتعا خصبا لشركات الأدوية
ووكلاء الخارج من مستوردي الأدوية ، يحركون الأسعار بشكل يومي بدعوى إرتفاع
سعر الدولار ، كما تلاحظ إختفاء الكثير من الأدوية المحلية والمستوردة
لتظهر بعد ذلك في زي جديد وبسعر أعلى مما كانت عليه من قبل ، في ظل شكوى
متكررة من أصحاب الصيدليات بإختفاء بعض الأدوية الضرورية ونقصها ، وصراخ
لاينتهي من المرضى بسبب هذا النقص وعدم وجود بدائل له ، إضافة الى الإرتفاع
الجنوني لأسعار الأدوية ، وسط إنكار شديد لما يحدث في سوق العلاج في مصر
من قبل أصحاب المكاتب المكيفة بالوزارة .
ولحل مشاكل الصحة في مصر أقترح إختيار
وزير الصحة من ( المرضى ) أصحاب أحد الأمراض المزمنة ، لأنه سيكون
بالتأكيد أكثر إحساسا بالمرضى ومعاناتهم ، وأكثر خبرة أيضا بما تعانيه
المستشفيات من سوء بحكم اللف ( كعب داير ) عليها ، وسيتذكر صراخه مع باقي
المرضى من أسعار الأدوية ........ بالفعل وزارة تغيظ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق