الأحد، سبتمبر 28، 2014

كلمات في ذكرى الزعيم


نشر بجريدة الواقع الالكترونية بتاريخ 23/10/2014

- قامة عالية في تاريـــــــخ مصر المعاصر لم تطاولها قامة ، وظاهرة غير مسبوقة  لم  يظهر لها مثيل حتى الآن ، إستحق لقب الزعيـــــــم عن جدارة ، وعندما تُذكر كلمة الزعيــــــم  يتبادر اسمه  فورا الى الذهن  .


مرت (44 ) سنة على وفاته في (28 ) سبتمبر 1970 م ، لكنه لازال يعيش ملء السمع والبصر وفي قلوب كل الشرفـــــــاء والمخلصين من أبناء مصر ( وهم كثُر ) .


إختلف البعض معه ، ولكن الجميـــــــــع أجمع على حبه ووطنيته وإخلاصه لمصر  ، فرغم تلك السنوات الطوال على فراقه لازالت صوره تتصدر المياديـــــــن ، وسيرته تتقدم المجالس ، وكلماته تهز العقول قبل القلوب في كل مناسبة وطنية .


هو الزعيـــــــــم جمال عبد الناصر حسين سلطان علي عبد النبي ، المولود في (15 ) يناير 1918 م في (18 ) شارع قنوات بحي باكوس بالإسكندرية ، ثاني رؤساء مصر  بعد الرئيس محمد نجيب( 1954- 1970 م ) ، مفجر ثورة (23 ) يوليو 1952 م وأحد أهم الشخصيــــــــــات السياسية في عالمنا العربي في القرن العشرين .


غاب عنا بجسده ، ولكنه شديـــــــــد الحضور بفكره ومبادئه ، إستحوذ على قلوب الملايين بثوريته ، ووطنيته ،وإخلاصه لبلده ، وترفعه عن إستغلال منصبه  في تحقيـــــــــق مكاسب خاصة له أو لأسرته ، وكما عرفنـــــــاه من أسرة فقيرة تنتمي الى قرية بني مزار في صعيد مصر ، فقد مات دون أن تتلوث يده  ، توفى وفي جيبه (84 ) جنيها ، واستبدل معاشه ليزوج إبنتيه ، ترك الدنيا وأسرته لا تملك سكنا خاصا ، وليس لزوجته دخل خاص غير معاشهــا منه  ومبلغ ( 3718 ) جنيها مصريا بحسابه في بنك مصر ، وسيارة  ( أوستين ) كان يملكــــــــــــــــــها قبل الثورة  .


ستة عشر عاما هي فترة حكمه لمصر مليئة بالإنجازات التي لاتزال تعيش بيننا ، ونعيش بها  حتى الآن منهـــــا ( على سبيل المثال وليس الحصر ) على المستوى الدولي : ساهم في تأسيس منظمة عدم الإنحيـــــــاز مع الرئيس اليوغسلافي (تيتو ) والأندونيسي (سوكارنو ) والهندي ( نهرو ) ، و في تأسيـــــس منظمة التعاون الإسلامي ، وساند الحركــــــات الثورية في الوطن العربي بدعمه لثورة استقلال الجزائر ، وتحريـــــر جنوب اليمن ، وبعثه الإهتمــــــــام بالقضية الفلسطينية ، وفي مصر: أسهم في إنشاء أكثر من (3600 ) مصنع في مجالات الصناعــــــات التحويلية ، وكان وراء الغاء الطبقـــــــــات التي كانت سائدة في المجتمع المصري ، فأصبح أبناء العمال والفلاحين وزراء وأطباء ، ........، وكان له تأثيره الواضح في التوسع في التعليــــــم المجاني ، إضافة الى قيامه بتأميــــــــــم قناة السويس ، وبناء السد العالي الذي حمى أرض مصر من الفيضان ، ووفر لها الكهرباء ، وقوانييـــــــن الإصلاح الزراعي التي أعادت الحياة الى الفلاح المصري وجعلته مالكا بعد أن كان أجيرا ، وغيرهـــــــا من المشاريع العملاقة .


هي بالفعل إنجازات ثورة ، وما كان لها أن تتحقق إلا بوجود الزعيم .


ولأنه بشر فله أخطاؤه ، لكنهـــــــــا تتلاشى أمام  أنجازاته العملاقه ، على أن هذا لم يمنع البعض ممن تعارضت مصالحهم مع الثورة وأهدافهـــــــا  وحرص الزعيم على تنفيذها من المحاولة المرة تلو الأخرى في  هدم هذا الصرح في نفوس المصريين أو النيل منه ،  وباءت كل تلك المحاولات بالفشل وتحطمت على صخرة حب الشعب له ، سنوات طويلة مرت على وفاته لم يثبت خلالها أحدا من الذين إختلفوا معه أو عارضوه أنه إستغل منصبه وحب الجماهير له لتحقيق منافع له أو لأولاده .


وكما حرر الزعيم الفلاح من عبودية الاقطاع الجائر ، والعامل من عبودية الرأسمالية الظالمة ، فقد ضخ  دماء جديدة مملؤة بالعزة والكرامة  في شرايين كل مصري  .


ليست هذه الكلمات تكريما له ، أو تأبينا لوفاته ، وإنما تأكيدا على أن الزعيم جمال عبد الناصر سيظل  خالدا  في قلوب الشعب المصري .
محمد الشافعي فرعون 
28/9/2014

الخميس، سبتمبر 25، 2014

الدواعش مسؤولية عربية

نشر بجريدة الواقع الالكترونية بتاريخ 28/9/2014


-    أيد ملطخة بالدماء ، وقلوب مترعة بالسواد ..... سواد مايرتدون ، وما يرفعون ، وكره لهم يتجاوز حدود ما بين مشرق الأرض ومغربها  ، وفزع منهم لكل أخضر ويابس يمرون عليه أو قريبا منه .
داعش .... بصرف النظر عما ذهب اليه البعض من كونها نبتة خبيثة زرعتها المخابرات الأمريكية في أرض خصبة لتجعل منها سببا ومبررا للعودة بقوة الى اختراق الأجواء العربية المنهكة بمباركة وتلهف من أصحاب الأرض خوفا من تنامي هذه النبتة الخبيثة ، ودفعا لها .
وبصرف النظر عما ذهب الية بعضا آخر من أنها صناعة ايرانية تهدف الى تخفيف الضغط على الشيعة ، وإلصاق تهمة الارهاب الأسود اللون أمام العالم بالسنة ، تمهيدا لتسرب  شيعي غير مسبوق الى دول المنطقة ظهرت آثاره جلية في العراق وسوريا ولبنان و بإستيلاء الحوثيين على صنعاء في اليمن .
وبصرف النظر ايضا عما ذهب اليه البعض الثالث من أنها صناعة تركية للقضاء على أكراد سورية ، فداعش ( وغيرها من الدواعش )  كفكرة قبل أن تكون تنظيما هي مولود طبيعي للفساد وضعف الدولة ووجود تيارات مناوئة لنظام الدولة ليس على مستوى المعارضة السياسية ، وإنما كمواجهة عسكرية لنظام فاقد للشرعية أو طائفي  ( في نظرهم )  يجب تغيره بكل الطرق .
هذه الفكرة الشيطانية عابرة للدول لا تحول حدود جغرافية بين تمددها واتساعها خاصة وأنها تلبست عباءة الدين كستار يخفي أغراضها التي قامت من أجلها ، وكقناع زائف قد يضمن لها عدم تصادم شعوب المنطقة المتدينة بطبيعتها  أو تلك التي تميل الى التدين معها  ، وهو ما قد يحقق لها الانتشار والانتقال الآمن رغم الحدود والسدود والكراهية .
أرضنا في مصر ( للأسف ) خصبة لتلقي هذه النبتة الخبيثة ورعايتها فالفساد يضرب بأجنحته اركان الدولة الحكومية منها قبل الخاص بشكل لم  تعد معالمه تخفى خلف جدران أو تستتر ، كما أن الدولة لم تسترد كامل عافيتها بعد فمازالت الجراح تئن ، والدماء تسيل والجسد متعب لا يقوى على الصمود  رغم المحاولات الجادة لانعاشه ، وتأتي  ( ثالثة النوائب ) التيارات المناوئة لشرعية النظام بتفجيراتها التي أصبحت تشرق مع شمس كل يوم ولا تغيب مع غروبها ليس في سيناء فقط ، وانما تجاوزتها الى اصابة العمق المصري في قلبه .
داعش في العراق ، وأحرار الشام والنصرة في سورية ، وانصار بيت المقدس في مصر ، وأجناد مصر في ليبيا ، وجند الخلافة في الجزائر كل هذه الجبهات ما هي إلا  بالونات اختبار لمن أطلقوها للوقوف على رد الفعل العربي ومداه  ، وشاهد اثبات مخز على التمزق والضعف العربي ، وعلى أن سهام الغدر والخيانة أطلقت بأيد  بني جلدتنا ممن  يحملون نفس ملامحنا ويتكلمون بكلامنا  ويعيشون بيننا ، ولكنهم عصا في يد وحذاء في قدم من يدفع لهم  أكثر ممن  يستكثرون علينا نعمة الاستقرار ويريدون الاستيلاء بغير حق على ثرواتنا  .
خصمك قد ينتصر عليك ليس لأنه الأقوى ولكن لأنك أنت الأضعف ، داعش ليست قوية ولكن أنظمتنا هي الضعيفة .
القضاء على داعش وغيرها ممن يتلبسون عباءة الدين قد يبدوا صعبا صعوبة القضاء على الفساد ولكنه ليس مستحيلا  .
إذا كان الآخرون قد صنعوا داعش وغيرها من الدواعش  التي تختلف معها في الاسم ولكنها تتفق معها في الهدف ، فنحن وأنظمتنا العربية على إمتداد الساحة العربية قد وفرنا لها التربة الخصبة للإنبات والنمو والانتشار ، فلماذا نلوم الآخرين ولا نلوم أنفسنا ؟ 
  محمد الشافعي فرعون 
  27/9/2014
......