منشور بجريدة الواقع بتاريخ 20/04/2013
بقلم : محمد الشافعي فرعون
- وكأن الحكومة أرادت التخلص مما تبقى من فلاحي مصر ، وإجبارهم على خلع ثوب ( الفلاحة ) ، واستبداله بثوب ( التسول ) ، ولتجعل منهم إضافة جديدة الى طوابير الأيدي العاطلة التي تتزايد يوما بعد يوم بفعل سياساتها ، بعد أن دفعتهم دفعا الى هجر الأرض الزراعية لتصبح مأوي للفئران والحشرات .
- وكأن الحكومة أرادت التخلص مما تبقى من فلاحي مصر ، وإجبارهم على خلع ثوب ( الفلاحة ) ، واستبداله بثوب ( التسول ) ، ولتجعل منهم إضافة جديدة الى طوابير الأيدي العاطلة التي تتزايد يوما بعد يوم بفعل سياساتها ، بعد أن دفعتهم دفعا الى هجر الأرض الزراعية لتصبح مأوي للفئران والحشرات .
نتيجة
لعجز الحكومة عن إيجاد حلول إقتصادية حقيقية للحد من تدهور رصيد العملة
الصعبة ، والعمل على إستقرارها عند حد يسمح لها بإستيراد ما تحتاجه الدولة
، دون أن يمثل ذلك خطرا على الرصيد المتبقي من تلك العملة ، تُدخل الحكومة
نفسها في حرب جديدة غير متكافئة مع مطاحن القطاع الخاص وذلك بتفعيلها
لقرار وزير التموين الأسبق الدكتور جودة عبد الخالق رقم (53) لسنة 2012 م ،
والذي يحظر على المطاحن الخاصة إستخدام القمح المحلي في مطاحنها لإنتاج
الدقيق الفاخر ، كوسيلة من الحكومة لإجبار الفلاحين على بيع محصولهم من
القمح الى شون بنك التنمية وشركات المطاحن الحكومية فقط (بتراب الفلوس ) ،
وبقيمة ربما تقل كثيرا عن تكلفة الإنتاج الحقيقية للقمح التي يدفعها
الفلاح ، فعلى الفلاح أن يبيع محصوله للحكومة بالسعر الذي تحدده أو يتركه
بالأرض طعاما للطيور ، لتحيا العصافير ويموت الفلاح وأسرته من الجوع ، وإن
إستطاع الصبر على الجوع فسيموت من القهر الحكومي له ، ومن عجزه عن تحقيق
الحد الأدني الذي يضمن له ولأسرته حياة كريمة بعد إرتفاع أسعار البذور
والأسمدة والسولار ، بالإضافة الى زيادة أسعار المواد الغذائية الأساسية
بشكل تجاوز كل التوقعات .
إذا
كانت الحكومة (بجلال قدرها ) عاجزة عن تدبير العملة الصعبة اللازمة
للإستيراد ، فماذا يفعل أصحاب المطاحن الخاصة بعد إختفاء الدولار وإرتفاع
سعره بصورة غير مسبوقة من قبل ، الأمر الذي سيضطرهم قريبا الى رفع الراية
البيضاء بالتوقف عن الإنتاج ، وإغلاق أبوب المطاحن الخاصة ، وتسريح عمالتها
، ليلحق بهم أصحاب محلات الحلويات والفطائر وغيرهم ممن يستخدمون الدقيق
الفاخر الذي تنتجه تلك المطاحن في صناعاتهم ، ليسارع الالاف منهم ومن
عمالتهم الى حجز مكان لهم في طوابير الأيدي العاطلة التي كانت في يوم من
الأيام عاملة .
كنا
نتوقع أن تقوم الحكومة بفضل ما تملكه من برامج (نهضوية ) عملاقة بدعم
الفلاح ومساعدته وتوفير مستلزماته الزراعية بتكلفة لا ترهقه ، ليحقق من
خلالها عائدا يعود عليه بالنفع هو وأسرته ، ويكون حافزا له على الإستمرار
في عمارة الأرض الزرعية .
كما
كنا نتوقع أن تقوم الحكومة بمســــــــــاعدة القطاع الخاص ( أحد أجنحة
التنمية الإقتصادية الحقيقية ) على النهوض ، والتوسع في دعم المشروعات
المتوسطة والصغيرة بما يعود في النهـاية بالنفع على المجتمع ، ويحد من ظاهرة البطالة .
الأزمة خانقة ، والمخاض عسير ، ولم يجد الطبيب (الحكومة ) إلا أن يضحي بالأم وبالمولود من أجل أن يعيش هو .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق