نشر بجريدة الواقع في 20/10/2013
- بالأمس القريب في أسوان أهالي مريــــض يحطمون محتويات مستشفي كوم أمبو ، إحتجاجا على عدم توافر طبيب متخصص في المخ والأعصـــــــاب لإسعاف مريض بجلطة دموية في المخ .
ومن قبل في مستشفي حميــــــات المنيا
أهالي مريض يعتدون بالضرب المبرح على طبيب عقب وفاة مريضهم ( فوزي عبد
الرحمن عبد الفتاح ) بجلطة في المخ وفشل كلوي لإكتفـــــــــــاء الطبيب
بالكشف الطبي فقط .
وفي مستشفي المنيا الجامعي إعتدي أهالي
( ياسين عاطف ) المصاب في حادث إنقلاب دراجة بخارية على طبيــب بالمستشفي
عقب وفاة المصاب في عناية التخدير .
وفي مركز أبو قرقاص والد مصاب بكسر في
أحد ساقيه يتقدم ببلاغ الى رئيــــس الوحدة المحلية لتأخر إخصائي العظــام
بالمستشفي لمدة (3 ) ساعــــــات عن عمل الاشعة وعلاج ابنه . ( بعض
نمــــــاذج )
ويتواصل مسلسل النكد الطبي اليومي
المنتج ( محليا ) بمستشفيـــــــات وزارة الصحة بما يغم النفس ويدمي القلب
ويزهق الروح ، والذي تفوق على كل المسلسلات التركية في الكآبة والملل ،
وزاد عليه أن نهايــــــــــاته دائما مفجعة ومأساويه وتنتهـــــي بالموت ،
وكأن وزارة الصحة ( المصرية ) قد تعاقدت مع نقابة الحانوتية ( تحت التأسيس
) على التوريـــــــــــد اليومي للموتى من جميع مستشفياتهــــا في طول
البلاد وعرضهــــــــا لمن يسوقه حظه العاثر الى دخولهــــــا من بسطـاء
الشعب المصري .
قد يتصور البعض أن الحالات السابقة
مجرد حالات فردية ، وأنها لاتحتــــــاج الى كل هذا الإنزعاج ،
ولكنهـــــــــا في الحقيقة تمثل ظاهرة لأن أحداثهــــــــــــا لا تقتصر
فقط على مستشفيـــــــــات صعيد مصر ، وإنما هي ظاهرة متكررة في كل
محافظـــــات مصر نسمع عنها ، ونقرأ أخبارهـــــــا كل يوم .
الخدمة الطبية خدمة إستراتيجية للمواطن
المصري الغني قبل الفقيـــــــر ، وأن ماحدث ويحدث كل يوم يعبر عن حــالة
من التهاون وعدم اللامبالاة من قبل وزارة الصحة والقائمين عليهــــــــا .
يتغير وزير وراء وزير ويظل التزام
الوزارة مع نقابة الحانوتية ساريا لا يتغير ويتجدد تلقائيا يوما بعد يوم ،
وكأن مستشفيات الوزارة قد تحولت الى أماكن لتجميـــــع الموتى .
يحدث ما يحدث دون أن تسقط دمعة حزن (
ولو بالخطأ ) أو وخزة ألم في ضميـــــر أيا من قيادات هذه الوزارة
أصحـــــــاب المكاتب الفارهة والمكيفة الذين إئتمنهم الله على صحة هذا
الشعب ، فيتقدم بإستقالته تبرئة لذمته أمام الله ، وإعتراضا على مايحدث
داخل هذه الوزارة ، وتقصيرها الواضح في حق صحة كل مصري .
لو حدثت بعض هذه المصائب في إحدي
الدول التي تتعامل مع مواطنها على أنه إنسان لقامت الدنيـــــــــــــا
ووقفت على قدم واحدة ولم تقعد ، ولكن قدرنا في مصر أن المصري كان ولازال
مجرد رقم وغالبا صفرا ( على الشمال ) لا قيــــــمة لحياته ، فكيف يكون
له قيمة في مماته .
ميزانية الوزارة توضح مدى أهمية صحة
المواطن المصري للوزارة ، كما توضح مدى إهتمـــــــــــــام الحكومة أيضا
بها ، فميزانية الوزارة لا تتجاوز (4.5% ) من إجمالي الموازنة العامة
للدولة ( 2013/2012 م ) ، أي ما يقارب (27 ) مليـــــــــار جنيه ، يلتهم
منهـــــــــــا ديوان عام الوزارة فقط (2) مليــار و(668 ) مليون جنيه
كأجور وتعويضـــــــــات وبدلات ، وخلافه ....... ويبدوا أن (خلافه ) هذا
كثير ، وما يتبقى ( إن تبقى ) يتم توزيعه على باقي قطاعات الوزارة وشراء
قطن وأحيانا شاش .
مستشفيات تقام بمئـــــــــات الملايين
من قوت هذا الشعب ، وتظل لسنوات وسنوات مجرد مبان مهجورة الا من الحشرات ،
وملايين وملايين تصرف كأجور ومكافــــــــآت لقيادات الوزارة في ديوانها
العام ، وملايين وملايين من مساكيــــــــــــن هذا الشعب يموتون كل عام
بسبب هذه الوزارة وفسادها ، ومن قبلهـــــــــــا تخاذل الحكومة وإصرارها (
غير المعلن ) على التخلص من أكبر عدد من الشعب عن طريق الحانوتي التابع
لهــــــــــــا (وزارة الصحة سابقا .
لك الله ياشعب مصر .
لك الله ياشعب مصر .
محمد الشافعي فرعون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق