الخميس، مايو 16، 2013

النار تحت الرماد ....... فلا تحرقوا مصر



 نشر في جريدة الواقع يوم 30 - 11 - 2012

بقلم محمد الشافعي فرعون
- بالمحلة سقوط عشرات المصابين في اشتباكات بين مؤيدي ومناهضي الإعلان الدستوري ، واشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في دمنهور ، وفي بورسعيد اصابة (5) اشخاص بعد اطلاق أعيرة نارية عليهم ، واصابة (25) شخصا في المنصورة في مواجهات مع الأمن ، و(90) مصابا في المحلة ونفاذ خيوط الجراحة والقطن من المستشفي العام ، والمظاهرات تشتعل في المحافظات ..........
ولا تزال تتوالى الأنباء بما يبكي العين ، ويدمي القلب ، ويحزن الروح ، ويبعث بالمرارة والأسى في النفس ، ليعلن رئيس ديوان رئاسة الجمهورية الدكتور محمد رفاعة الطهطاوي أنه لا تراجع عن الإعلان الدستوري مطلقا ، ويؤكد أن أنصار الرئيس أضعاف .......... أضعاف المتواجدون في الميادين ، وأن المسألة ليست بالحشد .
إذا فلا أمل قريب في إنفراج الأزمة التي قسمت الأمة الى قسمين ، ليظل المؤيدون على تأييدهم ، والرافضون على رفضهم ، ويجتمع أصحاب المصالح الفئوية مع أصحاب المصالح العمالية ، مع أهالي الشهداء والمصابين ، مع الباحثين عن وظيفة ، مع أصحاب الأهداف الخبيثة التي تريد النيل من مصر واستقرارها ، ويتحد أعداء الأمس من عواجيز الفرح الذين لازالوا يحلمون بالجلوس على كرسي العرس حتى وإن كان الطريق اليه معبد بجثث المصريين ، مع لاعقي الأطباق والحلل على كل الموائد ، مع الباحثين عن الشهرة تحت أضواء كاميرات الفضائيات وميكروفونات الإذاعات وصفحات الجرائد والمجلات ببضاعة راكدة عف عليها الزمن وعليهم من خبراء تصليح الحنفيات وتسليك المجاري ومحللي البول .
كأنما غابت الحكمة عن العقول ، والبصيرة عن القلوب ، والفهم عن الأذهان ، وسقط الضمير مغشيا عليه ، فإختلط الحابل بالنابل ، وضاعت معالم الطريق ، وسادت الفوضى في كل شيء ، وفي وكل مكان ، وأصبح من العسير تلمس الطريق الصحيح للخروج من هذا المأزق التاريخي العصيب .
فالحذر ..... الحذر ، فالنار تحت الرماد ، وقد بدأ الرماد يتطاير ، والدخان ينتشر ، وتوشك النار أن تشتعل ، وعندها لن تفرق بين مؤيد ومعارض ، فستحرق الجميع ، وستأتي على الأخضر واليابس .
فقط ليتذكر الجميع أن الدبة التي قتلت صاحبها لم تقتله كرها فيه ، وإنما حبا له عندما أرادت أن تذب عن وجهه الذباب فأصابته في مقتل فمات ، ومن الحب ماقتل ، فلا تحرقوا مصر يأبناء مصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق