الجمعة، مايو 10، 2013

النظام السوري والخيارات الثلاثة



 نشر في جريدة الواقع يوم 26 - 11 - 2011

بقلم محمد الشافعي فرعون
مع هذا السيل الذي لا يتوقف ليلا ونهارا من التصريحات والمواقف العربية والدولية ، والتي تتحدث جميعها عن الحرب في سوريا ، والحرب على سوريا ، وأيهما يبدأ اولا : بعضها (يخمن ) ، وبعضها (يتوقع ) وبعضها (يؤكد ) ويحدد المراحل وتسلسل الاحداث .
يرى المراقبون أن مؤشرات الحرب في سوريا ، والحرب عليها تسير في اتجاهين متوازيين معا .
إلا ان بعض المراقبين يميل الى أن الحرب الأهلية المذهبية في سوريا تسير في إتجاه أكثر تصاعدا ، ينذر بوقوعها في أي لحظة ، نتيجة للتوسع في عمليات الإعتقال ، والتعذيب ، وقطع الرؤوس ، وتشريد السكان ، والتي أعادت الى الاذهان مذبحة مقتل (10 ) الاف سوري في مدينة حماة بين عامي 1977، 1982 م ، في الإنتفاضة التي هدد فيها الاخوان المسلمين بالإطاحة بنظام الاسد (الاب ) .
ومع الدعم الخارجي غير المباشر والإرتفاع اليومي لحصيلة القتلى والجرحى يظل شبح الحرب الأهلية هو الأقرب والأكثر دفعا كبديل مؤقت للتدخل العسكري الخارجي لإجهاد النظام السوري ، وإستهلاك موارده العسكرية ، وتحديد مواطن القوة والضعف فيها ، ليأتي بعد ذلك التدخل العسكري الخارجي وقد اطمئن الى إنهاك القوة العسكرية للنظام السوري وضعفها ، فيتولى القضاء على ما تبقى منها بأقل التكاليف العسكرية إن ظل هناك ما يدعوا الى ذلك .
لقد اخطأ النظام السوري في قراءته لمقدمات قطار الربيع العربي في سوريا حين فسرها على أنها مؤامرة داخلية لأجندات خارجية ، وما حالات القمع والبطش والإعتقال والقتل إلا تأكيد لهذا الفهم ، وعلى أنها ليست إنتفاضة لأصحاب حقوق إنسانية طال انتظارهم لها ، ويطالبون بها .
لقد جاءت خطابات النظام السوري ووعوده بالاصلاحات متأخرة ، وغير كافية ، ولا مقنعة ، كما أن عدم انتهازه للفرصة التاريخية التي أتاحتها له المبادرة العربية للخروج من الأزمة ، ضيع عليه الفرصة الأخيرة للنجاة من قدر محتوم لا يخرج عن خيارات ثلاثة : الهروب المفاجئ ، أو السجن ، أو القتل ، فأيهما يختار بشار الاسد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق