السبت، مايو 18، 2013

الرئيس محمد مرسي والخيارات الصعبة





نشر في جريدة الواقع   يوم 13 - 12 - 2012

بقلم : محمد الشافعي فرعون
- بثورة مصر في (25) يناير2011 م أشاد العالم ، وبسلميتها رغم ما واجهته
من بطش راح ضحيته المئات من الشهداء والجرحى والمصابين ، ولكنها استمرت
سلمية نقية بيضاء لم تتلوث بالدم .
الحاصل في مصر حاليا من مناوشات وإحراق للمقارات، وكر وفر هنا وهناك ،
وسقوط ضحايا بالمئات من قتلى وجرحى ، وغيرها من أعمال العنف , ،
والتهديد بالتصعيد هو خروج عن مسار سلمية الثورة ، وينذر بالتحول من
أزمة سياسية الى كارثة قتالية ، فقد إنقسم المصريين الى فريقين أخذ كل
منهما الحق من الطرف الآخر وأعطاه لنفسه ، وأصبح كل منهما يصر على أن
الحق معه هو فقط ، و في سبيل تأكيد ذلك الحق مستعد للتضحية والموت .
غاب العقل وإختفت الحكمة ولا يزال الضمير مغشيا عليه لدى البعض أو في
إجازة طويلة مدفوعة الأجر لدى البعض الآخر ، وشاعت رائحة المصلحة الخاصة
، وأصبح كل طرف لا يرى الا مصالحه وأن الطرف الآخر هو العائق الذي يجب
التخلص منه لتحقيق هذه المصالح .
فالمؤيدين يرون أنهم أصحاب الشرعية وأن ما يقوم الطرف الآخر هو خروج
عليها ، ويرى الطرف الآخر أن الشارع المصري هو صاحب الشرعية ، هو من
يمنحها وهو من يسقطها ، ولكل منهما قناعاته التي يرى أنها تؤكد صحة موقفه
وأنه صاحب الشرعية الحقيقية ، وأن شريعة الغاب هي ملكا أصيلا للطرف الآخر
مسجلة بإسمه في الشهر العقاري .
غابت مصر، وغاب أمنها واستقرارها عن المشهد ، ولم يعد أمام الرئيس محمد
مرسي سوي خيارات ثلاثة أحلاهم مر:
إما التراجع عن الإعلان الدستوري الرئاسي وتأجيل الإستفتاء على الدستور
تمهيدا لإعادة النظر فيه ، والجلوس على مائدة الحوار الوطني إرضاءا
للمعارضين ، وللخروج من المأذق الذي ينذر بكارثة ، ولن يعترف له بعد
ذلك بقرار يصدره إن إستطاع قبل أن يتم إقراره والموافقة عليه على طاولة
الحوار الوطني وقبول كل التيارات السياسية له ، وبالتأكيد لن يرضي
هذا المؤيدون .
والخيار الثاني أن يضرب بالمعارضة ومطالبها عرض الحائط ويقوم بما يملكه
من صلاحيات بفرض حالة الطوارئ وحظر التجول ونشر الجيش بالميادين والشوارع
، وتحديد اقامة رؤوس المعارضة وربما تقديمها للمحاكمة تمهيدا لقطعها ردعا
لها ولمن خلفها ، وإرضاءا للمؤيدين له .
والخيار الأخير أن ينجوا الرئيس بنفسه ويحرر رقبته من الدماء التي سالت
والتي من المتوقع لها أن تسيل خلال الأيام القادمة بأن يعلن عن إنتخابات
رئاسية مبكرة ، يتقدم اليها من يتقدم ، ويختار الشعب من يختار ، لتبدأ
مصر وشعبها رحلة جديدة للبحث عن طريق الديمقراطية الذي لا يزال غائبا .
القادم على مصر صعب ومخيف إن لم يتم الإصغاء الى صوت العقل والحكمة ، وأن
تكون مصر ومصالحها فوق كل المصالح صغرت أو كبرت .
فأي الخيارات الثلاثة سيختار الرئيس محمد مرسي ؟
سؤال تجيب عليه الأيام القادمة وليس الدكتور ياسر علي متحدث الرئاسة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق