السبت، مايو 18، 2013

المفتي الجديد والمهمة الصعبة‎







نشر في جريدة الواقع في 10/03/2013
بقلم : محمد الشافعي فرعون
- الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح ( والتي تضم في عضويتها الدكتور ياسر برهامي وخيرت الشاطر ) قبل نهاية ديسمبر 2012 بأيام أصدرت  فتواها بتحريم تهنئة المسيحيين بالمناسبات الدينية .

وفي (6) فبراير 2013 الماضي أفتى الداعية السلفي محمود شعبان ( أستاذ البلاغة بجامعة الأزهر ) في لقاءه ببرنامج الميزان على فضائية الحافظ بقتل أعضاء جبهة الإنقاذ الوطني .

وفي (21) فبراير 2013 الماضي في رده على سؤال وجه اليه عبرصفحته على الانترنت  أفتي الدكتور مصطفى راشد ( الحاصل على الدكتوراه من جامعة الأزهر في الشريعة الاسلامية ) بأن الصلاة مع الرئيس محمد مرسي في مكان واحد فاسدة وباطلة .

ومن قبل أفتى الشيخ هاشم اسلام ( عضو لجنة الفتوى بالأزهر ) بقتال المشاركين في مظاهرات يوم (24 ) أغسطس 2012 وإهدار دمهم ، وخاطب شعب مصر قائلا : قاوموا هؤلاء فإن قاتلوكم فقاتلوهم ، فإن قتلوا بعضكم فبعضكم في الجنة ، فإن قتلتموهم فلا دية لهم ودمهم مهدر ......
صدرت  هذه الفتاوى في ظل صمت ( القبور ) غير المبرر من قبل المفتى الدكتور على جمعة ، والذي ربما آثر السلامة بعدم التعرض لها  لحين إنتهاء مدته في (3) مارس الماضي وتعيين المفتي الجديد .

صدرت هذه الفتاوى في وقت نحن أحوج فيه الى توحيد الصفوف التي تفرقت ، ولملمت الشمل الذي تمزق ، ورأب الصدع الذي يتسع يوما بعد يوم ، في ظل إحتدام للصراع السياسي الذي فرق شمل المصريين ، وتدهور إقتصادي ينذر بإنهيــار الدولة .

تأتي هذه الفتاوى لتزيد من حدة الإحتقان وإشتعال نيران النزاعات بين أبناء الشعب الواحد ، كما أن من شأنها إثارة المزيد من الفتن التي لا يراد لها أن تتوقف ، ولا يعرف لها هدف سوى إحداث المزيد من الإضطرابات والنزاعات والفتن لشق الصف المصري ، في وقت أصبح فيه جسد مصر المتهالك لا يتحمل المزيد من الجراح والطعنات بأيدى أبناء مصر .

نعلم تمام العلم أن مهمة المفتي الجديد الدكتور شوقي علام ( الذي صدرقرار تعينه في 4 مارس الماضي ) صعبة ، خاصة وأنه جاء في جو ملبد بالغيوم السياسية والاقتصادية والأمنية الحالكة   ، وفي ظل وجود فوضى  من الفتاوى لم تراع الظروف الصعبة التي تمر بها مصر فزادت من تقسيم المقسم وتفتيت المفتت  .

الأمل كبير في تصدي فضيلة المفتي لهذا السيل الجارف من الفتاوى غير المسئولة ، وألا يلتزم الصمت ، فأحيانا يكون الصمت هو الزيت الذي يزيد من إشتعال النار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق