السبت، مايو 18، 2013

ومن الإستحواذ ما قتل


 

نشر في جريدة الواقع  في 16/01/2013
بقلم : محمد الشافعي فرعون
- حرص الحزب الوطني ( المنحل ) خلال عصره الذهبي  بداية من الثمانينيات الى أن تم حله بحكم القانون في 2011 م على الإستحواذ على كل مفاصل الدولة سواءا الرئيسية منها أو الثانوية بدءا من رئاسة الجمهورية وإنتهاءا بمحليات المحافظات والمدن والقرى ، الأمر الذي دفع بالكثيرين من أصحاب المصالح وهوى السلطة وبريقها من فئات الشعب  الى المبادرة بسرعة الإنضمام اليه ، والمفاخرة بنيل عضويته ، وبذل المزيد من الجهد بالتعاون مرة ، والدعم المالي مرة أخرى ، أو بالمساعدة بترويج أفكار الحزب ومبادئه  وسط العامة من الناس أو بإستخدام الإعلام المسخر لهم ، كما لجأ البعض الى نيل عضوية الحزب للحصول على بعض المكاسب حتى وإن قلت ، أو خوفا من أن تطوله يد الداخلية .
 كان  الكثيرون يرون في تلك العضوية نوعا من الحماية والحصانة من يد أمن الدولة التي طالت وطالت حتى غطت كل نواحي الدولة ، فكانت  تفرض من تشاء من المتعاونين معها أو الذين  ترضى عنهم ، و تدفن من تغضب عليهم وإن ظلوا أحياء ، حتى شاع الفساد وإنتشر الظلم ، وراجت أسواق الواسطة والمحسوبية ، وأصبح لكل شيء في مصر ثمن ، تحصل عليه عندما تدفع الثمن المطلوب ، فهربت عقول كثيرة الى الخارج تفاديا لمطاردة أمن الدولة ، وهروبا من المسؤولية أمام الشعب ، وأغلق البعض الآخر بابه على نفسه تفاديا للصدام مع النظام ، وخلت الساحة للحزب وأعضاءه فباعوا ما إستطاعوا من مصر ، وكان الشعب هو المحطة التالية. 
وكان لهذا الليل الأسود الطويل أن ينتهي فقامت  ثورة (25) يناير ، حيث خرجت جموع الشعب بكل فئاته بكل ميادين وشوارع مصر في المدن والقرى لوضع نهاية لهذا الليل الطويل الأسود الذي طال زمانه ، وكان لابد أن يكون له نهار تشرق فيه شمس الحرية والعدالة من جديد على ربوع مصر .
وإنتهي الليل الأسود الطويل وإن بقيت  بعض آثاره والتي حتما ستزول هي الأخرى ، ليضم السجن كل رموز هذا الليل الأسود بما فيهم رئيس الجمهورية ليمضوا الباقي من أعمارهم خلف قضبان الليل الأسود لينالوا حظهم منه مثلما أذقوا منه الشعب المصري ، وهي نهاية حتمية لدولة الظلم وإن طال زمانها ، فتلك عدالة السماء التي تمهل لكنها أبدا لا تهمل وإن طال الوقت .
وتعلمنا من الرياضيات أنه إذا كانت المعطيات واحدة فلابد أن تكون النتائج أيضا واحدة ، والتاريخ دائما يعيد نفسه مع دولة الظلم التي تبدأ بالإستحواذ وتنتهي بالظلم ليكون فيه نهايتها ، فهل قرأ الإخوان المسلمين  التاريخ جيدا وإستوعبوا الدرس ؟
سؤال ستجيب عليه الأيام القادمة وهي ليست ببعيد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق