- حرص الحزب الوطني ( المنحل ) خلال
عصره الذهبي بداية من الثمانينيات الى أن تم حله بحكم القانون في 2011 م على
الإستحواذ على كل مفاصل الدولة سواءا الرئيسية منها أو الثانوية بدءا من رئاسة الجمهورية وإنتهاءا بمحليات المحافظات والمدن والقرى ،
الأمر الذي دفع بالكثيرين من أصحاب المصالح وهوى السلطة وبريقها من فئات الشعب الى
المبادرة بسرعة الإنضمام اليه ، والمفاخرة بنيل عضويته ، وبذل المزيد من الجهد بالتعاون مرة ، والدعم المالي مرة أخرى ، أو
بالمساعدة بترويج أفكار الحزب ومبادئه وسط العامة من
الناس أو بإستخدام الإعلام المسخر لهم ، كما لجأ البعض الى نيل عضوية الحزب للحصول على بعض المكاسب حتى وإن قلت ، أو
خوفا من أن تطوله يد
الداخلية .
كان الكثيرون يرون في تلك العضوية نوعا من
الحماية والحصانة من يد أمن الدولة التي طالت وطالت حتى غطت كل نواحي الدولة ، فكانت تفرض من تشاء من المتعاونين معها أو الذين
ترضى عنهم ، و تدفن من تغضب عليهم وإن ظلوا أحياء ، حتى شاع الفساد وإنتشر الظلم
، وراجت أسواق الواسطة والمحسوبية ، وأصبح لكل شيء في مصر ثمن ، تحصل عليه عندما تدفع الثمن المطلوب ، فهربت عقول كثيرة الى الخارج
تفاديا لمطاردة أمن الدولة ، وهروبا من المسؤولية أمام الشعب ، وأغلق البعض الآخر بابه
على نفسه تفاديا للصدام مع النظام ، وخلت الساحة للحزب وأعضاءه فباعوا ما إستطاعوا من مصر ، وكان الشعب هو المحطة التالية.
وكان
لهذا الليل الأسود الطويل أن ينتهي
فقامت ثورة (25) يناير ، حيث خرجت جموع الشعب بكل فئاته بكل ميادين
وشوارع مصر في المدن والقرى لوضع نهاية لهذا الليل الطويل الأسود الذي طال
زمانه ، وكان لابد أن يكون له نهار تشرق فيه شمس الحرية والعدالة
من جديد على ربوع مصر .
وإنتهي الليل الأسود الطويل وإن
بقيت بعض آثاره والتي حتما ستزول هي الأخرى ، ليضم السجن كل رموز هذا الليل الأسود
بما فيهم رئيس الجمهورية ليمضوا الباقي من أعمارهم خلف قضبان الليل الأسود لينالوا حظهم منه مثلما أذقوا منه الشعب المصري ، وهي
نهاية حتمية لدولة الظلم وإن طال زمانها ، فتلك عدالة السماء التي تمهل لكنها أبدا لا
تهمل وإن طال الوقت .
وتعلمنا من الرياضيات أنه إذا كانت
المعطيات واحدة فلابد أن تكون النتائج أيضا واحدة ، والتاريخ دائما يعيد نفسه مع
دولة الظلم التي تبدأ بالإستحواذ وتنتهي بالظلم ليكون فيه نهايتها ، فهل قرأ الإخوان المسلمين التاريخ
جيدا
وإستوعبوا
الدرس ؟
سؤال ستجيب عليه الأيام
القادمة وهي ليست ببعيد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق