بقلم : محمد الشافعي فرعون
تصور البعض أن ماكتبته مبالغا فيه ، حتى شهد شاهد من أهلها ، حيث أعلن الدكتور (باسم السواح ) رئيس المجلس المصري للأطباء ورئيس حزب صحة المصريين (تحت التأسيس ) في برنامج (لازم نفهم ) الذي يقدمه الاعلامي مجدي الجلاد مساء الجمعة (4) يناير الماضي أن فساد وزارة الصحة من إهدار المال العام وتسهيل الإستيلاء عليه لا يقل بشاعة عن قتل المتظاهرين في موقعة (الجمل ) الشهيرة ، وأن جرائم الفاسدين بالوزارة قادت المنظومة الصحية الى الإنهيار والعدوان على حقوق المصريين عن طريق خدمات لا تليق بكرامتهم وآدميتهم ، وأن حزبه قد تقدم بالفعل ببلاغات الى نيابات الأموال العامة بأسماء المتورطين في تدمير صحة المصريين وجرائمهم .
إن ما وصلت اليه مستشفياتنا من عجز وسوء في خدماتها لم يكن فقط بسبب ضآلة الميزانية المخصصة لها وعدم تناسبها مع الإحتياجات الفعلية لتلك المستشفيات ، وإنما أيضا بسبب الفساد الذي ملأ الوزارة ، والذي إنعكس تأثيره بالسلب على الرقابة على أعمال المستشفيات الحكومية وإحتياجاتها حيث عميت الأعين بعد أن إمتلأت البطون بالمال الحرام في ظل غياب رقابة حكومية حقيقية من الجهات المعنية على وزارة الصحة ومستشفياتها ، لدرجة أن الكثير من الوحدات الصحية الموجودة بالقري والمراكز ( البعيدة عن القاهرة ) مغلقة ولا تعمل ، كما أن معظم الأقسام الموجودة بالمستشفيات المركزية بالمدن والمحافظات لا تعمل بإستثناء أقسام الرعاية المركزية والقلب والتي تعاني هي الأخرى من نقص الأدوية اللازمة لإسعاف المرضى ، مما يضطر أهالي المرضي الى شرائها بأسعار مرتفعة من خارج المستشفي ، دون أن يحرك هذا المشهد القاسي من لا يزال لديه بعض الضمير من قيادات وزارة الصحة.
إن التغيير المتتالي للحكومات منذ قيام ثورة (25 ) يناير ، وعدم إستقرارها ، بالإضافة الى إنشغال بعضها بالصراع السياسي الحاصل على الساحة السياسية ومنها الحكومة الحالية منذ تشكيلها ، قد فتح الباب على مصراعيه لإنتشار الفساد بالوزارة ، وضياع الأموال المخصصة للمستشفيات وتطويرها وإحتياجاتها ، حتى هجرها الأطباء والمرضى ، وأصبحت مرتعا خصبا لكل أنواع الحشرات والفئران ، وإسما على غير مسمى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق