بقلم محمد الشافعي فرعون
عودة الدكتور نبيل العربي ( الامين العام لجامعة الدول العربية ) من سوريا وهو يجر أذيال الخيبة والهم والغم العربي ، بعد زيارته لها بمبادرة عربية للحد من سفك دماء الشعب السوري ، لم يكن مستغربا ، ولا جاء مفاجأة لأحد .
فالشعوب العربية تعلم تماما قيمة وقدر الجامعة ، وتعلم انها مثل ساعة ( بج بن ) لا تقدم ولاتأخر .
امينها العام وموظفيه ومندوبيه هم فقط من يتصورون ان لها قيمة وتأثير في صنع القرار العربي .
ان الصفعة التي تلقاها الامين العام في سوريا تدعوا بشدة الى اعادة النظر جدوى وجود الجامعة العربية .
فالجامعة تأسست في 22/09/1945 برئاسة عبد الرحمن عزام ، وذلك بهدف تحقيق الوحدة العربية بين الدول العربية ، فهل تحققت الوحدة العربية؟
- هل نجحت الجامعة على مدى عمرها المديد في ازالة الحواجز الجمركية والضريبية بين الدول العربية ، وتحرير التجارة البينية بينها ؟
- هل نجحت الجامعة في توحيد عملات الدول العربية في عملة واحدة يتم التعامل بها ؟
- هل نجحت الجامعة في عمل اتفاقية دفاع مشترك بين الدول العربية للدفاع عنها ؟
- هل نجحت الجامعة في اعادة احياء سلة الغذاء العربية ( السودان ) واستثمار اراضيها بمايخدم كل العرب ؟
- هل نجحت الجامعة في استثمار فوائض البترول الضخمة في اقامة صناعات عربية عملاقة تحقق الاكتفاء الذاتي للعرب ؟
- هل نجحت الجامعة في دعم ومساندة الدول اقتصاديات الدول العربية الفقيرة للخروج من محنتها الازلية ؟
اضافة الى ما سبق ماذا فعلت الجامعة مع قضية العرب الاولى ، قضية فلسطين ؟ وماذا فعلت لمنع تقسيم السودان الى دولتين ؟ ومع المد الشيعي الايراني ، ومع محاولة ايران تغيير اسم الخليج العربي الى الخليج الفارسي وغيرها الكثير ... ، والكثير من القضابا والهموم العربية المصيرية .
بالتأكيد الاجابة واضحة ، فالواقع المؤلم الذي نعيشه منذ قيام هذه الجامعة حتى تاريخه يعطي الاجابة النموذجية التي لاتحتاج الى دليل .
ان الشيء الوحيد الذي قدمته الجامعة ولا يختلف عليه احد هو أفخر انواع الشاي والقهوة واجود انواع التمر ، نعم ، قدمته في اجتماعاتها التليفزيونية الكثيرة التي انتهت كم بدأت ، وبدأت كما انتهت .
والعارفون ببواطن الامور يقولون : ان الجامعة مجرد منتدى لتنسيق المواقف السياسية للدول الاعضاء ، وللتداول ومناقشة المسائل التي تثير الهم المشترك ، ولتسوية بعض ( وليس كل ) المنازعات العربية . ( فهمت حاجة ؟)
طيب ، اذا كان هذا الوصف صحيحا ، اذن ، فهي مجرد منتدى ، يعني مقهى ، فلماذا لا يطلقون عليها اللقب الصحيح ، وهو مقهى الدول العربية بدلا من جامعة العربية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق